متفرقات
قال سيدي نفعنا الله به :
أنتم تظنون أن الصدق والإخلاص يبطل إذا خطر خاطر ؟ لا ما يبطل إلا إذا كان الباعث الإنسان على العمل الرياء وأما إذا كان باعثه لله فيكفي وشكى بعضهم إلى شيخه عدم الإخلاص , والحضور مع الذكر , فقال له : اشكر الله حيث شغل جارحة من جوارك بذكره وجلس سيدي رضي الله عنه بحذاء الباب للتبرد من الحر وقال : إن جلوسنا هذا لايقدح في الإخلاص , لإنه تابع وليس مقصود لذاته فقيل له : هل كفارة الخواطر كراهتها ؟ فقال : لعل الذي تكرهه حسن وهل إذا خطر لك خاطر في الصلاة يفسدها ؟ لا ولكن انظر هل قيامك لله أم لغيره , وانتم إذا احسستم خاطر قلتم ذهب الإخلاص ! و خواطر الناس تختلف فمن كان نظره إلى الحضيض الأسفل , كانت خواطره فيه وإن كان إلى غيره كانت خواطره فيه وإن كان نظره إلى ربه فلا يخطر له خاطر. فقيل له : وهكذا يقال في بقية الخواطر من العجب والرياء ! فقال : إذا دخلها بنفسه , فهذا يكون فيه الرياء والعُجب , والإنسان إذا جاءه مناف للحالة التي هو عليها لايدوم عليه قال تعالى : (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) هذا سبب المنع , فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحا لا سيئاً فالعمل من حيث كونه سيئاً لا تعمله , وكل ما يقطعك عن العمل لا تجيء حوله.
📚 المراجع : من كتاب : تذكير الناس ص 102