لا تمنن بالأعمال الصالحة فتعظم وتكبر في صدرك وتستكثرها
وهل عنده صلى الله عليه وسلم من الأخلاق المذمومة حتى ينهاه ربه عنه ؟
حاشاه عن ذلك , بل هو خطاب لجميع الأمة

تفسير {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}

أهل الباطن ما يجعلون "ما" زائدة في مثل هذا المكان , يعني كما جرى عليه أهل الظاهر
وتكون "م" بمعنى "شيء" مضافاً إلى الرحمة

تفسير {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ}

اختلف أهل الظاهر و أهل الباطن في معنى الآية
فأما أهل الظاهر المتقيدون بظواهر الألفاط فقالوا :
المراد باليقين الموت
وأهل الباطن يقولون  :
اليقين هنا الفتح والمعرفة وإذا جاءه اليقين عبدالله على حق ويقين وبصيرة ونور ومعرفة

تفسير {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}

ذكر عن بعض الأولياء في قوله تعالى {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}
إن الملوك : الدراهم والدنانير
والقرى : الأيدي والقلوب
والأعزة : الخواطر الرحمانية

تفسير {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}

الفتح الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم ليس علة للغفران
يعني في قوله {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} وقوله {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}
ليس علة للفتح ولكنها منزلة إلهية باطنة يعرفها هو ومن شاء الله من أهل الكشف المطلق والذوق والوجدان .

تفسير {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح 1 - 2]  

أصل الآية نزلت مضادة الشرك , والقرآن كله نزل لنفي الشرك,
والمراد {بِفَضْلِ اللَّهِ} نبوته صلى الله عليه وسلم {وَبِرَحْمَتِهِ} : باقي النبوة للأنبياء {فَلْيَفْرَحُوا} اي : أولئك المشركون ,
{خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} اي : من  أمور كفرهم وأغراض دنياهم , فليس ذلك راجعاً لجميع المؤمنين 
فليس ذلك راجعاً لجميع المؤمنين وما معهم  .
والآية ساحبةً ذيلها على أهل العجب والاستحسان , وعلى الذين يشاهدون الأفعال من عند أنفسهم