كلامه في الصلاة وما تعلق به
قال سيدي نفعنا الله به :
إن الذي أنتم فيه من التعلق بالحراثة لايمنعكم عن العلم والعبادة فإن أهلكم الذين عمروا ماترون من السواقي والأموال كانوا يتعلمون ويعلمون وظهرت منهم العلوم والأعمال ونزلت عليهم البركات وأدر الله عليهم الرزق ولما أقبلوا على الله بالطاعة أقبل الله عليهم بالبركة والرحمة وأهل الزمان يحسبون أن من تعلق بالحراثة وأسباب المعاش لا ينبغي له دخول المسجد وتعلم العلم وأن من تعلق بالتعلم والمسجد لاتنبغي له الحراثة وتعاطي الأسباب وهذا غلط فإن هذه الأمور لاتقوم إلا ببعضها البعض . والمؤمن بقيمه كله يقيم أمور دينه كما تنبغي ويصلح أمور دنياه والله ما أمر الناس بترك أموالهم ودنياهم لكن أمرهم بطاعته فيها فقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) ولم يقل اتركوا أموالكم وهذا البلد بلد علم والعلم قد ضاع على الناس في هذا الزمان وشرد فمن أراد أن يفتش عن شارده فليفتش ومن لا أصلح نفسه فما أحد يصلحه
📚 المراجع : من كتاب تذكير الناس ص 177 ( باب ذكر كلامه رضي الله عنه في صلاة الجمعة)