قال سيدي نفعنا الله به :

صليت الجمعة يوماً بمسجد خشامر اتفاقاً فقدموني إماماً ولما قضيت الصلاة قالو لي : تكلم معنا لنستفيد منك فقلت لهم ماذا أقول لكم ؟ فقالوا تكلم بما تتكلم به في الأماكن الأخرى فقلت لهم أسألكم سؤالا. فلا تستنكروه : من ربكم ؟ قالوا : كيف من ربكم !!! فقلت لهم كيف أنكرتم هذا السؤال ؟ وأنتم تسألون عنه في القبر على لسان منكر ونكير قالوا : الله ربنا فقلت لهم : ومن نبيكم ؟ قالوا : محمد صلى الله عليه وسلم فقلت لهم : ومن أخبركم أن الله ربكم وأن محمد نبيكم ؟ فسكتوا عجزاً عن الجواب فقلت لهم : قولوا الصحابة رضي الله عنهم أخبروا من بعدهم ومن التابعين والتابعون بلغوا من بعدهم وهكذا طبقة عن طبقة حتى بلغ الدين والعلم إلى أهل عصرنا هذا وأريد أن أسألكم أيضاً عن العلماء الذين بلغوا دين وحملوا إلينا العلم والقرآن هل يكونون بمنزله الأشرار الذين لايصلون ولايصومون ويظلمون الناس ويبتغون في الأرض أم لهم الفضل على غيرهم في حياتهم وبعد مماتهم ؟ قالوا : لايكونون بمنزلة أولئك الأشرار بل لهم الفضل والمنزلة العالية على غيرهم فقلت لهم فهل يستحقون التعظيم والإكرام والترحم أم يستحقون غير ذلك ؟ قالوا : يستحقون الإكرام والترحم فقلت لهم : الناس الآن يعتقدون في العلماء ويتوسلون بالأولياء والصلحاء ويكرمونهم ويزورون قبورهم للفضائل التي خصهم الله بها لأن الله يحب المتقين ويحب المحسنين وهؤلاء ما توسلنا بهم إلا لأنهم أقرب إلى الله منا والمولى يجيب دعائهم ويحب من يحبهم فالتعظيم كله راجع إلى الله وإلى ما يحبه الله وأسألكم أيضاً إذا كان لأحد منكم حاجة إلى الأمير فلان وذكرت لهم دولتهم في ذلك الوقت هل تقصدونه نفسه أم تقدمون واسطة من خواصه وجلسائه وذوي المنزلة عنه؟ فقالوا : نقدم واسطة من وزير أو نحوه فقلت ولم ذلك ؟ فقالوا : لأن الحاجة تقضى بواسطة من يحبه الملك وتقبل شفاعته فقلت : وهكذا له ومحبته لهم ولكون شفاعتهم عنده مقبولة إن شاء الله فقالوا : صدقت , وهذا الكلام ماسمعناه من أحد قبلك

📚 المراجع : من كتاب تذكير الناس ص 174 ( باب ذكر كلامه رضي الله عنه في صلاة الجمعة)